رئيس التحرير : مشعل العريفي

كشف تفاصيل ضريبة غريبة فرضتها فرنسا على سكانها تسببت في انتشار الأمراض

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: فرضت فرنسا ضريبة غريبة على النوافذ والأبواب لجني مزيد من الأموال خلال فترة الثورة، بعد معاناة من من حرب طاحنة ضد العديد من القوى الأوروبية.
وتعتبر ضريبة الأبواب والنوافذ الفرنسية نسخة معاصرة من ضريبة مشابهة فرضها روما يوليوس قيصر، بالقرن الأول قبل الميلاد، على رعيته عرفت بالأوستياريوم (Ostiarium)، والتي اقتصرت على إجبار سكان روما على دفع مبالغ مالية مقابل امتلاكهم لأبواب بمنازلهم.

ويأتي ذلك مع تدهور الوضع المادي لخزينة فرنسا بسبب الأحداث التي تلت اندلاع الثورة عام 1789 وامتناع كثيرين عن دفع الضرائب، حيث اقترح وزير المالية الفرنسي والنائب عن إقليم أود (l’Aude) دومينيك راميل (Dominique Ramel) فرض ضريبة النوافذ والأبواب على الفرنسيين لإعادة ملء خزينة البلاد.
ولفت هذا الوزير الفرنسي لاعتماد مثل هذه الضريبة تاريخيا، مبررا موقفه بوجود ضريبة مماثلة ببريطانيا منذ العام 1696 أقرها الملك وليام الثالث (William III) والإمبراطورية الرومانية سابقا.
ضريبة الأبواب والنوافذ
حيث وافقت الحكومة الفرنسية على اعتماد ضريبة الأبواب والنوافذ ليجد الفرنسيون أنفسهم أمام إحدى أغرب الضرائب بالتاريخ، فيما اتجه المسؤولون الجبائيون لاحتساب قيمة الضريبة حسب عدد النوافذ والأبواب وحجمها، مجبرين بذلك أصحاب العقارات التي امتلكت فتوحات على الشوارع والحدائق على دفع مبالغ مالية هامة. وفي المقابل، استثنت هذه الضريبة البنايات العمومية والحكومية والممتلكات ذات الطابع الفلاحي.
فيما قوبلت ضريبة الأبواب والنوافذ بغضب شديد من المواطنين الفرنسيين الذين تشاءموا من تدهور وضعهم المادي عقب إثقال كاهلهم بضرائب إضافية. وللتقليل من قيمة هذه الضريبة، عمد كثير من الفرنسيين لتقليص عدد فتوحات منازلهم المطلة على الشوارع كما لجأ آخرون للاكتفاء بمنازل وشقق امتلكت بابا واحدا ونافذة واحدة.
وساهمت هذه الضريبة في ظهور منازل افتقرت للتهوية الكافية وسرّعت بانتشار الأمراض والعدوى بين ساكنيها أثناء فترة عانت خلالها أوروبا من انتشار مرض السل.
وفي بريطانيا، أسفرت عملية الترفيع في قيمة هذه الضريبة خلال العام 1820 عن انتشار مرض الكساح، الذي يسببه نقص فيتامين دي، بين الأطفال بسبب تقلص عدد الفتوحات بالمنازل وقلة تعرضهم لأشعة الشمس.
وأثناء توسعهم بأوروبا خلال الحروب النابليونية، لجأ الفرنسيون لفرض هذه الضريبة الغريبة بالمناطق التي احتلوها، مثيرين بذلك حالة من القلق والغضب بين الشعوب الرافضة للوجود الفرنسي على أراضيها.

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up